يعتبر شهر رمضان محطة استثنائية في الوعي الإسلامي، حيث يمتزج فيه البعد الروحي بالتجديد الحضاري والتغيير الاستراتيجي. لطالما ارتبط هذا الشهر المبارك بتحولات كبرى في مسيرة الأمة، بدءا من نزول القرآن الكريم، وصولا إلى الفتوحات والانتصارات التي شكلت منعطفات مهمة في تاريخ المسلمين، وفي ظل المتغيرات الكبرى التي تعصف بالعالم الإسلامي اليوم، وخاصة بعد الأحداث المصيرية التي أفرزها طوفان الأقصى، تبرز الحاجة إلى استثمار هذا الزخم التاريخي وتوجيهه نحو نهضة حضارية مستدامة.
من هذا المنطلق يأتي ملتقى "رمضان الإسلام" ليكون منبرا فكريا يسعى إلى دراسة وتحليل هذه المتغيرات، واستلهام الدروس من التاريخ الإسلامي، وإعادة توجيه الطاقات نحو صناعة مستقبل أكثر وعيا وعدالة. فكيف يمكن للأمة أن تستفيد من رمضان، ليس فقط كشهر للعبادة، ولكن أيضا كمحطة للتخطيط الاستراتيجي والتغيير الإيجابي؟ هذا ما يسعى الملتقى إلى استكشافه عبر محاور متعددة تسلط الضوء على القضايا الملحة والتحديات الراهنة والفرص المتاحة لتحقيق نهضة جديدة.

ملتقى رمضان الإسلام 3 

"رمضان الإسلام" هو ملتقى فكري يسعى إلى استثمار شهر رمضان كمحطة للتغيير، مستلهما من سنن التاريخ الإسلامي وأحداث الواقع المعاصر، خصوصا بعد زلزال طوفان الأقصى، ويهدف الملتقى إلى تقديم رؤى استراتيجية وتحليلية تستنهض الأمة وتساعدها على استثمار هذه المرحلة الفارقة.

الإشكالية الأساسية

في ظل المتغيرات الكبرى التي أفرزها طوفان الأقصى، كيف يمكن للأمة الإسلامية أن تستفيد من هذه اللحظة التاريخية لتحقيق نهضة حضارية تعيد توجيه الوعي الجماعي نحو أهداف استراتيجية جديدة؟
يترقّب المسلمون في العالم كله سواء الإسلامي وغير الإسلامي شهر رمضان بشغف وحب كبير، وذلك لقيمة هذا الشهر وعظمة مقامه فهو شهر تنزيل القرآن وشهر التّقوى وتزكية النفوس و شهر الفتوحات والتغيير. 
يشهد المسلمون و الأمة الإسلامية  للمرّة الثانية على التوالي شهر رمضان في ظروف استثنائية وصعبة ،كنا شاهدين في رمضان الفارط على إبادة جماعية في غزة وحرب شرسة لم نرى لها مثيل، وهذه السنة تحدي جديد يتمثل في تهجير سكّان غزّة وربما الضفة الغربية نحو الأردن ومصر. 

الطوفان بين الفرص والتحديات 

اجتمع  أغلب المفكرين في العالم العربي وحتى غيرهم على قيمة هذا الحدث الكبير وأهميته في التاريخ في  المعاصر والزلزال الذي أحدثه و رأينا بداية انعكاساته منذ  يوم  السابع من أكتوبر وهي مستمرة ولا زلنا  نكتشفها إلى اليوم.
ربما من اهم ايجابيات  الطوفان قدرته على إيقاف المشروع  الصهيوني التمددي في المنطقة العربية و أوقف أيضا حالة السبات والركود والغفلة  للأمة الإسلامية والعربيّة  ومن هنا  تبدأ مسألة الفرص التي  يجب أن لاتهدر فقد حرّك في الأمة من جديد الكثير من القيم والمرتكزات الحضارية وخلق نوعا من الصحوة والتفاعل التي لم نري مثلها منذ عقود او ربما قرون. 
لقد فتح طوفان الأقصى العظيم الفرصة للأمة لإمعان النظر في سنن الله الكونية والتي أنزلها في محكم تنزيله، ليس هنالك فرصة أحسن من قراءة هذه السنن واحيائها وتدبرها في شهر رمضان، شهر الفتوحات الكبيرة . ففي رمضان حصلت غزوة بدر أول فتح  كبير يحققه المسلمون زمن الرسول عليه الصلاة والسلام ،وفيه نصر الله للمسلمين في مكة والذي كان  فتح لا ثأر فيه ولم تسفك فيه الدماء والذي يجعله انتصارا عسكريا فريدا من نوعه في التاريخ ، كان تأسيس لمفاهيم جديدة لم يعش العالم مثلها سابقا خاصة في الحروب و الغزوات. 

رمضان بين  التغيير واغتنام الفرص 

كما أن شهر رمضان هو شهر التغيير وذلك انطلاقا  من السيرة  النبوية والتاريخ الإسلامي، ليس هناك أحسن من اغتنام الفرصة العظيمة التي منحها طوفان الأقصي للأمة والتأمل فيها والسعي لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب ، هذا من ناحية ومن جانب آخر  حسن قراءة التاريخ والإعداد لمرحلة ما بعد الطوفان كي لا تذهب جهود إخواننا المجاهدين في غزة ودماء شهدائهم هباءا منثورا وحاشا لله أن يترك ذلك يحصل. 
ومن ناحية أخرى على المسلمين أخذ الحيطة والحذر والفطنة من المشاريع والأفكار الجديدة التي برزت بعد الطوفان ومنها مشروع التهجير .المشروع القديم الجديد والذي كان مخبّأ تحت الطّاولة وخرج للعلن بعد الطوفان. 

الأسئلة الفرعية

1. كيف أسهم طوفان الأقصى في إعادة تشكيل المشهد الجيوسياسي للمنطقة؟
2. ما الدروس المستفادة من الفتوحات والانتصارات الإسلامية التي وقعت في رمضان، وكيف يمكن إسقاطها على الواقع؟
3. كيف يمكن توظيف رمضان كمنصة فكرية واستراتيجية لتحقيق وعي حضاري جديد؟
4. ما التحديات التي تواجه الحركات الإسلامية في مرحلة ما بعد الطوفان؟
5. كيف يمكن استثمار الوسائل الحديثة والتواصل الرقمي في صناعة وعي جديد متصل بالقضية المركزية للأمة؟

أهداف الملتقى:

• تقديم قراءة تحليلية معمقة لطوفان الأقصى وانعكاساته.
• استلهام السنن التاريخية المرتبطة بشهر رمضان لتحقيق مكاسب استراتيجية.
• تحفيز التفكير النقدي والبنَّاء حول آفاق التغيير في الأمة.
• تعزيز دور الشباب في صناعة التحولات الكبرى.
• ربط المشاريع الفكرية والاستراتيجية برؤية طويلة المدى تخدم الأمة.

نسعى في عمران أن يكون ملتقى "رمضان الإسلام" منبرا فكريا رائدا يستثمر اللحظات التاريخية الفارقة لتقديم بدائل حضارية عملية، تُسهم في إعادة بناء وعي الأمة وتوجيه جهودها نحو تحقيق التغيير الإيجابي، مستفيدا من الزخم الرمضاني كفرصة سنوية متجددة للنهضة والتطوير.